انتظروني قريبا في صفوف الأغلبية الداعمة للرئيس عزيز
هناك جملة من الأمور البسيطة جدا لو أنها تحققت، أو تحقق بعضها، لأعلنتُ الانضمام ـ وبشكل فوري ـ للأغلبية الحاكمة، ولشاركتُ في المشاورات التمهيدية بقصر المؤتمرات، ولصفقتُ برجلي وبيدي للرئيس المؤسس، رئيس الفقراء، رئيس العمل الإسلامي الأخ محمد ولد عبد العزيز، ولربما أعلنتُ من بعد ذلك عن إطلاق مبادرة لمطالبة الأخ القائد بالترشح لمأمورية ثالثة..أتدرون ما هي هذه الأمور البسيطة جدا؟
1 ـ أن تمر ثلاثة أشهر دون أن تنقطع فيها الكهرباء لساعة واحدة عن الحي الذي أسكن. 2ـ أن أتجول ليوم واحد في العاصمة نواكشوط وأن لا أصادف في ذلك اليوم جبلا من القمامة على أي شارع من الشوارع التي سأمر بها. 3 ـ أن تتهاطل أمطار لا تزيد على 20 ملم على العاصمة نواكشوط، وأن لا أشاهد في اليوم الموالي لتهاطل الأمطار بركا ومستنقعات في قلب العاصمة. 4 ـ أن يخفض سعر المازوت إلى أن يصل سعر اللتر في المحطات إلى 200 أوقية (في اعتقادي بأن الأسعار العالمية وصلت إلى مستوى من التراجع يسمح بمثل هذا التخفيض). 5 ـ أن أذهب إلى إدارة حكومية، أية إدارة، وأن أتمكن من انجاز مهمة في وقت معقول، ودون أن ألجأ إلى وساطة أو إلى رشوة. 6 ـ أن تهب لي السلطة ومن قبل اكتمال العام 2016 علبة من الألبان المصنعة في مدينة النعمة، أو تنظم لي زيارة لمصنع تركيب الطائرات العسكرية، أو لسوق الأوراق المالية، أو تقودني في جولة داخل مزارع الموز أو في مصنع السكر، أو أن يؤمني رئيس العمل الإسلامي في واحدة من الصلوات الخمس بالجامع الكبير الذي شيدته الدولة على نفقتها، أو أن أجد من يستضيفني ليوم واحد في مدينة رباط البحر. 7 ـ أن يستقيل وزير الصحة ويعترف بأنه قد أخطأ في تجاهل الحمى، أو أن يستقيل وزير التعليم وأن يعترف بأنه قد حول سنة التعليم إلى أسوأ سنة عرفها قطاع التعليم منذ تأسيس الدولة الموريتانية، أو أن يستقيل أي وزير آخر معترفا بأنه قد فشل في قطاعه. بالمناسبة كل وزراء حكومة ولد “حدمين”، وكل وزراء الحكومات التي سبقت حكومته كانوا قد فشلوا فشلا ذريعا في قطاعاتهم، ولا أستثني من الوزراء أحدا. 8 ـ أن تعيد السلطة كل الأملاك والعقارات التي باعتها، وأن تتوقف عن بيع بقية العقارات، خاصة المدارس. 9 ـ أن يمر شهر كامل دون أن أسمع عن ارتكاب جريمة بشعة في المقاطعة التي أسكن. 10 ـ أن يقرر وزير الصحة ومن تلقاء نفسه أن لا يتعالج لا هو ولا أفراد أسرته إلا في مستشفياتنا الوطنية التي شهدت في السنوات الأخيرة ـ وحسب الوزير ـ تطورا غير مسبوق، وأن يقرر وزير التعليم أن لا يدرس أبناءه إلا في المدارس العمومية التي شهدت ـ حسب الوزير ـ نهضة كبرى في سنة التعليم، وأن تقرر وزيرة السياحة أن تقضي عطلتها السنوية مع أسرتها في منزل في حي سوكجيم (PS). 11 ـ أن يتحدث ثلاثة وزراء على الأقل في خطابات متتالية، وأن لا يقول أي واحد منهم في بداية خطابه بأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز يمنح لقطاع الوزير المتحدث أولوية قصوى، وأن لا يتلفظ في كل الخطاب بكلمات من قبيل التوجيهات السامية أو التعليمات النيرة. بالمناسبة لو أننا صدقنا الوزراء في خطاباتهم لحسبنا أن الرئيس عزيز يمنح لكل القطاعات الوزارية أولوية قصوى..وهذا مما يستحيل عمليا. 12 ـ أن يتجرأ أحد الوزراء ويقول بأنه تمكن من إنجاز أي مهمة في قطاعه دون أن تأتيه توجيهات سامية أو تعليمات نيرة بإنجاز تلك المهمة..يعني أن يكون قد أنجزها لأن واجبه الوظيفي يفرض عليه إنجازها حتى ولو لم تصله تعليمات أو توجيهات نيرة من الرئيس. 13 ـ أن يعترف الرئيس ـ علنا ـ بأنه يمتلك مصنعا لرجال الأعمال، وبأنه يمتلك أكثر من حفارة، وبأنه قد ارتكب كل الأخطاء التي كان قد احتج بها لتبرير انقلابه على الرئيس السابق. لو تحققت ثلاثة فقط من هذه الأمور لأعلنت انضمامي للأغلبية الداعمة للرئيس المؤسس، رئيس الفقراء : الأخ محمد ولد عبد العزيز.
حفظ الله موريتانيا.. محمد الأمين ولد الفاضل