من يعتذر لمن؟/ سيدي علي بلعمش
حين تتابعك كتيبة بلطجية من الواضح أنها كانت تترصد الاختلاء بك لتعتدي عليك بغدر أمام الناس و على قارعة الطريق، وسط زغاريد نساء القبيلة ، ليقول لك مفوض شرطة ـ حين تشتكي إليه ـ “السيارات التي تهجم عليك أصحابها ثلاثة و ليست اثنتان كما تعتقد” .. “
لقد شاهدنا كل ذلك و نعرف تفاصيل كل ما حصل، لكننا لا يمكن أن نوقفهم و لا أن نفتح لك محضرا لأنهم أقارب الرئيس”، عن أي قانون يمكن أن تتكلم بعدها ؟ عن أي أخلاق؟ عن أي وطن؟ عن أي ممنوع؟ عن أي مباح؟ عن أي جميل ؟ عن أي قبيح؟ إلى أين تذهب ؟ بمن تلوذ؟ إلى من تحتكم؟ هل استسلمت الناس في هذا البلد للذل و الهوان إلى هذا الحد؟ هل استسلمت الناس في هذا البلد لحقارتها و نذالتها مقابل لقمة عيش مرة في تناقص مستمر؟ ماذا يصون كرامتك بعدها؟ ماذا يصون عرضك؟ ماذا يصون حقك؟ هل يكفينا اليوم أن يتركنا ولد عبد العزيز و أقاربه نعيش بذل على أرضهم؟ أن يتم الاعتداء على شخص من أناس طائشين، هذا أمر عادي .. أن تتنادى لها نساء القبيلة بالزغاريد و التهليل ، هذا أمر بشع و مؤسف و لكن يمكن فهمه، لكن أن يقول لك ضابط شرطة مثل هذا الكلام في غير مسرحية من القرون الماضية ، فهذا لا يصدق. و لنقل حتى أن الضابط يخطئ مثل غيره.. يحتقر مثل غيره .. يستهتر مثل غيره ، فهل نعذر دولة كاملة ، لم تحرك ساكنا بعد نشر الموضوع بالتفاصيل على المواقع و الجرائد ؟ فماذا يمكن أن ينتظر منا بعدها؟ أريد جوابا من أي عاقل على هذا السؤال البسيط.. أين كانت أصوات من يستنكرون “فاحش قولنا” اليوم؟ أين كانت توجيهاتهم الطيبة و نصائحهم المتمدنة و أسلوبهم المتحضر؟؟ أم أنها انتقادات تستثني ولد عبد العزيز و أقاربه لأنه رئيس عصابة تفرض احترامها باحتكار العنف؟ أليس هذا وجه المشهد الأكثر إيلاما؟ هل يطلب منا اليوم أن نحترم قانونا يستثني أقارب الرئيس من الخضوع و لو الشكلي أو المسرحي لأبسط تجلياته؟ لقد استعمرتنا فرنسا أكثر من نصف قرن و فرضت على آبائنا حمل صناديق مؤنهم على رؤوسهم من أطار إلى النعمة في رحلة ابتدعوها للإهانة (كَوَيًه) لكنها لم تطلب منا يوما أن نعترف بعدالة ظلمها.. عن أي قانون يتكلم من يطلب منا اليوم أن نحترم القانون؟ عن أي أخلاق يتكلم من يطلب منا اليوم أن نحترم الأخلاق؟ هل نحترم قانونا يستثنينا من عدالته؟ هل نحترم أخلاقا تستثنينا من فضيلتها؟ من حقكم جميعا أن تنافقوا و تتزلفوا و تتجرعوا كأس المذلة و الهوان، لكن لا تحاولوا أن تجعلوا قضيتنا العادلة أو غير العادلة (إن كانت لا تعنيكم في شيء) مصدر إلهام و مناسبة سعيدة و فرصة سانحة لاستجداء عطف ولد عبد العزيز و عصابته المتبولة على القانون و الأخلاق.. المتبجحة باحتقار الوطن .. المتوعدة بتمريغ أنف كل من لا يخضع ذليلا لقهرها، في الرمل.. ـ لا شيء يعنينا و لا يلزمنا في مراسلات آبا”ئكم” و لا آبائهم، إن كانت صك مذلة و خضوع .. ـ لقد كنتم أفضل ممثل للأسرة حين هددتم بالقفز من “آفاركوا” إذا لم يترشح ولد عبد العزيز مرة ثالثة للرئاسة.. ـ كنتم أفضل مدافع عن تاريخها المجيد حين حولتم شبابها و نساءها إلى ديكور داخلي لاستقبال بنً و ولد عبد العزيز و مسابقة الحمير… ـ لا أحد ينازعكم السيادة .. لا أحد يستطيع منافستكم في حق التمثيل .. لا أحد يقاسمكم حق الانتماء .. ـ كان رازاك أحق بتمثيل شنقيط و بولائكم من أحمدو ولد حرمة لأنكم كنتم أوفياء للتاريخ و مكانة الأسرة المجيدة .. ـ كان مشروع استمرار المستعمر أحق بها و بدعمكم من مشروع أول مشروع نهضة في البلد لأن وصايتكم على تاريخ الأسرة كانت أهم من رسالة الأمة و مكانة شنقيط .. شكرا لكم على هذا التمثيل الرائع .. على ما تبذلونه من جهد و عناء ـ نقدرهما جدا ـ لحفظ و صيانة تاريخ أجدادنا العظيم .. شكرا لكم على هذا الوعي الناضج بأهمية التاريخ .. و هذا الإصرار الدائم على الحضور الإيجابي للتذكير بأمجاد الأوائل .. لقد وجب الاعتذار لكم عن الإساءة إلى خلفاء رازاك الأكارم و مسرح “الكيكوطية” العظيم.. عن استهتارنا بمكانة الأسرة و إضرارنا بمصالحها الجمة في الداخل و الخارج .. عن شذوذنا عن نهج الأسرة التي عرفت عبر التاريخ بغرس النخيل و المتاجرة بالمواقف ؛ كأن فتوى “شر ببه” لم تكن أصعب موقف في تاريخ البلد من رجل وحيد ضد أمة بأكملها .. ضد كل علمائها .. ضد كل عصاتها .. ضد كل أشرارها .. ضد كل صناديدها .. ضد كل جهلتها .. ضد كل عصبياتها !!؟ لا يعيد التاريخ نفسه إلا حين لا تفهمه الناس في المرة الأولى و لا تريد الناس أن تفهمه من المرة الأولى إذا لم يأت بما يريحها و هنا كان الفرق بين من يصنعون التاريخ بإصرارهم و عنادهم و من يصنعهم التاريخ ببلل قشور أباطيل لا يدرون متى تسقط ، مؤذنة بعراء رازاك أو هلاك “آفاركو”.. أين كنتم حين تم ضربنا؟ أين كنتم حين تم ظلمنا؟ أين كنتم حين تم تهديدنا؟ أين كنتم حين تم تهجيرنا؟ أين كنتم حين تمت ملاحقتنا؟ نحن نتعامل مع عصابة تستغرب بصدق (لا تمثيلا) أن يكون على وجه الأرض من يشقى من أجل الدفاع عن كرامة شعبه.. نتعامل مع نخب ممسوخة، توجه و تحلل و تمنطق و تنتقد و تستحسن و تستقبح كل شيء إلا استعدادها للعيش على شقاء شعبها ! ليس في هذه المعركة ما يمكن أن نربحه غير رضا ضمائرنا و ليس فيها ما يمكن أن يخسروه في حساباتهم، أقل شأنا من رضا ضمائرهم. فكيف لا نختلف في كل شيء..؟ كيف لا نصطدم في كل لحظة؟ من المسئول هنا عن وأد قانون الاحترام؟ من المسئول هنا عن نزع فتيل الاصطدام؟ لقد كنا قادرين على ركوب أي موجة، غير مبالين بأي اتجاه تنحدر، لكننا فضلنا وجه الصراع المتحضر؛ فكان التلعين و الاحتقار و الازدراء و التهديد و المتابعة و استباحة أعراضنا، لأنهم اعتقدوا أننا عاجزين عن الدفاع عن كرامتنا. و حين قررنا أن نواجههم بنفس أسلوبهم لنريهم شذوذه و قبحه و خروجه على تقاليد المجتمع و سكة التعايش السلمي، تذكروا جميعا ما يليق و ما لا يليق، ما يستحب و ما يستقبح كأن أعراض الآخرين مجرد فئران تجارب !؟ على الجميع أن يفهم أننا إما أن نكون في بلد متحضر يحمينا القانون و إما أن نكون في غابة و حينها سيعرف الجميع أننا قادرون على حماية أنفسنا. لم يعد في هذا البلد أمن و لا أمان يمكن أن نصدقه.. لم يعد في هذا البلد قانون يمكن أن نحترمه .. لم يعد في هذا البلد عقد اجتماعي نلتزم بأي شيء فيه.. لكن من المسئول عن كل هذا؟ ـ ابن ولد عبد العزيز يطلق النار على فتاة و لا ينام ليلة واحدة في السجن!؟ ـ تطلق النار على ولد عبد العزيز و لا ندري من مات في العملية و لا من اتهم و يطلب منا أن نصدق أتفه كذبة في تاريخ البشرية!؟ ـ رصاصة أخرى في رجل ابن ولد عبد العزيز و لا متهم و لا موقوف !؟ ـ ابن عم ولد عبد العزيز (نائب في البرلمان) يضرب سكرتيرة وزير برأسه و يوقعها أرضا و تنقلها سيارة إسعاف إلى المستشفى تتخبط في دمائها و كأن شيئا لم يكن!؟ ـ ابن عم ولد عبد العزيز يستحوذ على أكثر من نصف مليار في أغرب عملية نصب على القيادة العامة للأركان و يخرج بعد أسابيع من السجن !؟ ـ ابن عم ولد عبد العزيز يتهجم بسلاح أبيض على السفارة في باريس و يسقط اثنين من موظفيها و يقول السفير إنه لا يمكن أن يفتح بلاغا باسم السفارة لأنه ابن عم رئيس الدولة!؟ ـ ابن خالة ولد عبد العزيز يطلق النار على شاب بسبب برتقالة و يمضي أسبوعا عند الشرطة من دون تقديمه للمحاكمة بحثا عن حل ودي تمارس فيه كل الضغوط القبلية و المادية حد الإكراه ثم يحال إلى السجن بتهم غاية في الغرابة: حيازة سلاح غير مرخص و الجرح العمد لتطلق سراحه محكمة الجنح غير المعنية أصلا بحالته .. ـ إطلاق النار على فتاة بريئة ، ـ توجيه ضربة رأس إلى فتاة حتى تلطخت بدمائها، ـ إطلاق النار على يافع من أجل حبة ماندارين، ـ اختلاس المال العام… ـ زغاريد نساء القبيلة لغدر كتيبة من بلطجيتها برجل أعزل، هل هذه هي الأعمال البطولية و الأخلاقية التي يتترب أصحابها من “فاحش كلامنا”؟ أي لغة و أي عبقرية يمكن أن تنقل 10% من بشاعة ما يحدث في موريتانيا اليوم أحرى أن تكون متهمة بالمبالغة؟ أين كانت القبيلة حين تم كل هذا باسمها؟ أين كانت “الكلبة” و كتاب الخدمات العامة و مرتزقة التحريض….؟ ما أقبح أن نهاجم قبيلة لأي سبب كان و ما أقبح أن لا نعترف بها … ما أقبح أن نهاجم النساء لأي سبب كان و ما أقبح أن نحاول تبريرها بأي ذريعة لكن ماذا نفعل إذا كانت كل الإساءات الموجهة إلينا تتم باسم القبيلة و بأيادي القبيلة و بعلم القبيلة و بإرادة القبيلة؟ ماذا نفعل حين تتم كل الإساءات إلينا بإملاءات النساء و تحت زغاريد النساء؟ الآن وقد فهم الجميع أننا لم نكن يوما سببا في أي مما حصل … الآن و قد فهم الجميع أننا لا يمكن أن نعاب (من قبل أي منصف على الأقل) بردة فعل ليس من عادتها أن تكون عاقلة و لا حكيمة و لا متوازنة، على فعل أقبح منها ليس له أي مبرر قانوني و لا مسوق أخلاقي.. الآن و قد فهم الجميع أننا بلا قبيلة نرد عنها أو ترد عنا .. أننا بلا حاجة إلى قبيلة لنكون .. أصبح من واجبنا الإلزامي أن نعتذر بكل صدق و بلا غمز و لا لمز و بكل ما تلزمه و تتطلبه مسؤولياتنا الأخلاقية و الاجتماعية و القانونية، لقبيلة أولاد بسبع الأصيلة، الكريمة، الطيبة، المحترمة، المقاومة، الحاضرة بثقلها التاريخي في مربعها الجغرافي كبقية القبائل الموريتانية، لكنه يبقى أيضا أن تفهم و هذا أمر مهم و هو ما عنيته في ما كتبت و بغموض أعترف بتعمد استفزاز أسلوبه، أن القبيلة لا تعطي حق المواطنة ؛ إن لدينا قبائل كثيرة : تكنه، أركيبات أولاد ادليم أولاد بسبع لها امتدادات في المغرب و الصحراء و لا يعنينا منها غير التكناوي الموريتاني و الركيبي الموريتاني و السباعي الموريتاني .. و عندنا قبائل لها امتدادات في الجزائر (تجكانت) لا يعنينا منها غير تجكانتنا .. و لنا قبائل لها امتدادات في مالي (كنته، لبرابيش، الفلان، أولاد داوود و غيرهم ) لا يعنينا غير الموريتانيين منهم .. و لنا قبائل لها امتدادات في السنغال (وولوف، سرير و غيرهم) و لا يعنينا منهم غير وولوفنا و سريرنا. و إذا قلنا إن من يحكمنا الآن ليس موريتانيا و أبوه ليس موريتانيا و جده و جد جده ليس موريتانيا فعلى أولاد بسبع أن لا يعتبرونه كلاما موجها إليهم إذا كانوا يتمتعون بأي قدر من إنصاف لأننا لن نتوسل إليهم إذا كانوا يبحثون عن مبرر للغضب.. ليس في أي مما حدث ما كنا نتمناه لكنه كان ضروريا ليفهموا أنه بقدر حرصهم على مكانة قبيلتهم و بقدر حرصهم على الدفاع عن تاريخها و أمجادها ، يجب أن يكونوا حريصين على عدم استغلال اسمها في الإساءة إلى الآخرين.. و حين تكون لنا الشجاعة في الاعتراف بأخطائنا التي لا نبررها بشيء في حقكم، يجب أن تكون لكم أيضا الشجاعة في الاعتراف بأنه تمت الإساءة إلينا و إلى غيرنا باسمكم و لم تتكلموا و لم تتحركوا و لم تغضبوا .. و لا يهمني هنا أن ترضوا أو تغضبوا بقدر ما يهمني أن أعترف بأخطائي و أن أتحلى بشجاعة الاعتذار عنها لمن تصدر في حقهم و أن أكون منسجما مع تفكيري و قناعتي .. نحن نواجه نظاما لم يعد الزمن يساهم في فهم شذوذ أصحابه.. نظاما بكل ميكانيسماته الإدارية و البوليسية و المخابراتية و العسكرية و أسوؤها ميكانيسماته القبلية و الثقافية و على القبيلة أن تنأى بنفسها عنه إذا كانت لا تريد أن نؤاخذها بجريرته لأننا مصرون على مقارعة كل رموزه و مقربيه الفاسدين بكل الوسائل المتاحة، ضاربين عرض الحائط بالقانون و الأعراف حتى سقوط آخر طوبة منه… لقد حكم معاوية قبل ولد عبد العزيز بنظام قبلي (حتى لو كان بأسلوب أكثر تحضرا و أقل استفزازية) و كنا نقولها عاليا و دفعنا ثمنها غاليا من شقائنا و تهميشنا و متابعتنا الدائمة .. و حكم اعلي ولد محمد فال بينهما و كنا ضد الكثير من الممارسات التي حصلت في زمنه (قصة البنود السرية لملحقات اتفاقية وود سايد و غيرها) و لم نتهمه بالقبلية مما يعني أنه ليس لنا موقف سلبي من قبيلته و لا نحملها وزر أخطائه. لكن؛ ـ حين أصيب ولد عبد العزيز بنيران صديقة حسب ما جاء في نصف روايتكم المؤكدة و في شقة فاخرة في “أطويلة” حسب نصف روايتنا المعقولة، بسبب إصراره على الاستمرار في العيش في أوكار الجريمة، حتى بعدما أصبح رئيسا للجمهورية، احتشدت القبيلة في تجمع استعراض عضلات مثير، لمسيرة صاخبة بالسيارات إلى قصر المؤتمرات (راح ضحيتها مواطن بريء) .. ـ اجتمع فتيان القبيلة أكثر من أربع مرات في مطعم شعبي لتحديد التأديب المناسب لإسكات كتاب تقدمي لأنهم يسيئون إلى نظام عصابة ولد عبد العزيز .. ـ يواصل مدير الطيران العسكري اكتتاب دورات سرية من الضباط و ضباط الصف و إرسالهم إلى البرازيل في منح دراسية و دورات تكوينية، لا يشارك فيها غير أبناء القبيلة.. ثم يقوم بإنشاء قوة عسكرية كبيرة من الأهالي، عالية التدريب و كاملة التجهيزات بكذبة إنشاء قوة حماية أمن مطارات لم تحلق في أجوائها طائرة منذ عشرات السنين .. ـ التعيينات القبلية، الامتيازات الواضحة و الفاضحة لتجار القبيلة و لمؤسساتهم التي تطلع كل يوم من تحت الأرض.. ـ كلما سجن أحد أفراد القبيلة بأي جرم، رأيناه بعد أيام يمارس حياته العادية في نواكشوط من دون أن نفهم لا كيف و لا متى خرج السجن ..؟ كيف يتحكم منطق القبلية و العشائرية في أبسط تصرفات النظام و تنتظرون أن تكون مهمتنا هي البحث عن أسماء جميلة لأخطائكم الفادحة؟ عليكم أن تبتعدوا عن القبلية إذا كنتم لا تحبون أن ترموا بها.. ستظل أقلامنا سيوفنا على رقاب كل مفسدي نظام ولد عبد العزيز من موظفين و تجار و مقربين مدللين، في مواجهة مفتوحة نستبيح فيها كل شيء لتطهير أرضنا من هذه العصابات المنظمة التي لم تراع إلا و لا ذمة في حق شعبنا المهان: سنمررهم واحدا واحدا عراة على ساطور محاكمة أقلامنا القاسية، إلا من تعهد لنا علنا أو سرا بالتوقف عن التعاطي مع هذه العصابة و أثبتها لنا من خلال تصرفاته (مع تعهدنا بحفظ كامل أسراره حتى يوم الدين) ، أولائك نترك حسابهم للآخرين و لضمائرهم ، ليس لنا أي حق و لا حتى أي رغبة في تسليط الأضواء عليهم.. لن تنطلي علينا كذبة أن الإدارة فاسدة و أن أصحابها هم المسئولون عن ما يحدث من فساد ؛ إن ولد عبد العزيز هو من يمسك كل شيء و هو من يسير كل شيء في البلد و هو وحده الفاسد أما الآخرون فهم فاسدون إما بأمر منه أو بغطاء منه .. لم نكن نحتاج إلى خيال لتحديد ما يحصل : أرضنا محتلة .. كرامتنا مداسة .. نخبتنا مهزومة .. كان السؤال الوحيد المتبقي، ماذا نعمل؟ و كان الجواب انتهازيا ؛ تفرسوا.. تفرسوا !! ما أصعبها حين يختلط الدم بالدم و ما أسهلها ـ لو تعلمون ـ حين يختمر الألم.