المرأة الأكثر غيابا خلال التشاور التمهدي/فاطمة المصطفى
و اختتمت “الأيام التشاورية حول الحوار الوطني الشامل”، و كانت المرأة الحاضر الغائب. لقد كانت المرأة الطرف الأكثر غيابا، رغم الحضور العيني في القاعة، لم يرد ذكرها إلا بشبه جملة “مكانة المرأة” في الأسطر الأخيرة من التقرير النهائي.
و لكن ما يبعث على القلق حقا هو غيابها الكلي في الخطاب الختامي للوزير الأول، فلم يرد أي ذكر لها لا في متن خطابه و لا حتي في شكره للمساهمين و الحاضرين للتشاور، عكسا للشباب، الذي كان ذكره بارزا إن لم يكن طافحا، من خلال التقرير النهائي و في خطاب الوزير الأول. فإلى ماذا يرجع هذا الغياب؟ هل إلى عدم اهتمام الحاضرين، بمن فيهم النساء، بقضايا المرأة و مشاكلها؟ هل لأن النساء كن غائبات في لجنة صياغة التقرير النهائي؟ هل لأن الموجودات في ديوان الوزير الأول، لا يسألن عن شيئ، أم أنهن اكتفين ب”حضور الغياب”؟ هل لأن المرأة وصلت، و لم تعد تعاني من أي مشكل: لا سياسي، لا اقتصادي، لا ثقافي، و لا حتى عنفي (حالات القتل و الاغتصاب مع التشويه و احيانا الحرق في الفترات الأخيرة)؟؟؟؟
أتمنى أن تسترعي هذه الملاحظات الجهات المعنية، حكومية، برلمانية، حزبية، مدنية، نسائية حتى لا يتعزز هذا الغياب في أي تشاور او حوار إذا ما كتب له أن يكون.