شبيحة النظام تفترس “لموند” و ولد محمد فال و النظام العالمي الجديد / سيدي علي بلعمش
لقد كان ما قاله اعلي ولد محمد فال واضحا و وافيا و بليغا و موجزا و في وقته المناسب و مكانه المناسب ؛ انتهى زمن ولد عبد العزيز فجنوا ، اصرخوا ، انبحوا .. اشمتوا، لعنوا، نكلوا ..
إن هذه الحملة المسعورة على الرجل في المواقع و الجرائد و القنوات و الصالونات من قبل شبيحة العصابة المذعورة، لا تؤكد سوى أن النظام أشرف على لفظ أنفاسه الأخيرة و سيكون من المفجع أن من دأبوا على التصفيق لكل من يصل الحكم، لن يجدوا هذه المرة من يستقبلهم عند بوابة القصر؛ لقد انتهى زمنكم فارحلوا ، لا رد الله بأمثالكم.
كان حديث الرئيس أعلي ولد محمد فال مع (RFI) مؤلما وطنيا و موجعا للعصابة لأنه ضرب في صميم الحقيقة. كان مؤلما وطنيا لأنه كشف بوضوح عن ما آلت إليه الأمور في هذا البلد المختطف و موجعا للعصابة لأنه عرى حقيقة هشاشتها و حقارتها و انحرافها. ربما تكونوا قد لاحظتم أن حتى أبواق الصف الأول و الثاني في نظام العصابة رفضت التعرض لما جاء في هذه المقابلة من أمور أقلها خطورة أن نظام ولد عبد العزيز خرافة في أذهان الناس لا وجود لها على الأرض، لا تحتاج أكثر من قليل من الإرادة و التصميم لنهايتها. إن تعرض شبيحة العصابة لما جاء في هذه المقابلة من حقائق دامغة هو وحده ما يفسر إصرار ولد عبد العزيز على ما يسميه تجديد الطبقة السياسية؛ فكلما اقتربت منه طبقة من متزلفي الأنظمة و اكتشفت أنه أحقر و أنذل و أقل فائدة مما يمكن أن تتصوره، كان عليه أن يستبدلها بالتي تليها . و هكذا ظل يفعل منذ أول وهلة حتى الحين: هذه الروليت الدوارة هي ما تجعل “الكهلة” و البتول و بن ولد الشنوف و الزين، كلهم ينتظر بفارغ صبر فرصة توزيره . و الحقيقة أنه حين يصبح حطاب حمام “المدرسة 2” رئيسا للدولة و مدمن “الروليت” محسن ولد الحاج رئيس مجلس شيوخ الجمهورية الإسلامية العظيمة، يكون من عدم الإنصاف أن لا يطمع و يطمح أي من هؤلاء إلى التوزير: إن “تجديد الطبقة السياسية” فلسفة إنصاف لا تكتمل الديمقراطية من دونها، سيحتاج العالم إلى عدة قرون (استشعارية) لاستيعابها : قد ننسى كل شيء في هذه المرحلة إلا ما سيحتفظ به التاريخ من خجلها. لا يغتر بولد عبد العزيز إلا من لا يعرفه و لا يعرفه حق المعرفة إلا من يزينون له أعماله الشيطانية ليسرعوا بنهايته..
الرئيس أعلي ولد محمد فال رجل من الجيل الماضي يحمل كل عيوب جيله و كل شيمه، فماذا يحمل صاحبكم من شيم جيله و من من جيله (حتى من بينكم أنتم) يستطيع أن يحمل عشر عيوبه؟
يكفي أعلي ولد محمد فال شرفا أنكم تكرهونه.. يكفيه فخرا بأدائه السياسي أنه كلما تكلم ، أظهر أن من يدافعون عن ولد عبد العزيز مجرد شبيحة سخيفة تحمل أسلحة بيضاء، ضنت على نفسها بأقل حظ من تعليم و ضن عليها النظام بحمل ذخيرة حية لعدم أهليتها؛ إذا حدثتهم يلهثون و إن لم تحدثهم يلهثون: إن مهمتهم أن ينبحوا كل مار و لن تجد طريقة مهما فعلت ، تمنعهم من النباح. و صحيح أن الديمقراطية لم تتجذر بعد في نفوسنا و هذا مما ينبغي أن ندركه و نعترف به؛ فهل كان من الإنصاف أن نطلب من الكلاب أن لا تنبح؟ و صحيح أيضا أننا لم نتخلص بعد من مخلفات التراتبية الاجتماعية ، فهل كان من الإنصاف أن نسمي كل من ينبح كلبا و كل من يتسلق جدران الاستفادة بالتملق بعد ضمور الشهادات، منافقا ؟؟
لم تعد “الوطنية” تخفي تحرشها بوطننا .. لم تعد تخفي عداءها لوطننا .. لم تعد تخفي احتقارها لشعبنا .. لم تعد تخفي استهتارها بكل شيء في هذه الأرض بتسفيه رأي كل عاقل و تلميع رأي كل سخيف.. بابتذالها المتصاعد الوتيرة.. باصطيادها في كل ما يسيء إلى سمعة هذا البلد .. بتحاشيها لإظهار كل ما يمكن أن يرد له أقل قدر من الاعتبار؛ فالجريمة ليست فقط بالقدوم على فعل يمنعه القانون و لكنها أيضا بالامتناع عن أي فعل يمنعه القانون ..
على كل من يساهمون اليوم في تحطيم ما تبقى من هذا الوطن البائس، أن يفهموا أنهم سيكونون حتما على موعد مع لحظة محاسبة تتحدث كل جراحها المؤلمة عن سكاكين شياطينها.
لقد كان “الصحفي” (المتحدث من وجهة نظر المعارضة) ماهرا في تحريض الكلاب و كانت الكلاب عالية التدريب لتأدية مهمتها الافتراسية ، فمرحى لـ”الوطنية” على ابتداع أغرب حلقة تلفزيونية في تاريخ الإعلام، يمنع على أي ضيف فيها أن يرد طبق السؤال: تقرير لموند أكاذيب ملفقة لأن أعلي ولد محمد فال ليس أفضل من يتكلم عن الشفافية .. اتهامات أعلي ولد محمد فال للنظام دعاية مغرضة لأن فرسان التغيير اقتحموا القصر الرئاسي من دون علمه سنة 2003 .. حديث أعلي ولد محمد فال عن اكتتاب داعش في القرى الموريتانية مردود عليه لأن تازيازت شركة خاصة من حقها أن تتعاقد مع من تشاء .. فتح تحقيق أمريكي حول فساد تازيازت حملة معادية للبلد لأن أعلي ولد محمد فال يمتلك سوقا و لأن محمد ولد عبد العزيز هو رئيس الفقراء .. من يرى الاستقبال الذي خصصته السعودية للرئيس محمد ولد عبد العزيز يفهم أن ما قاله اعلي ولد محمد فال و ما كتبته لموند كانت حملة دعائية ممنهجة من ورائها الماسونية العالمية !!؟ : أي جماعة مجانين هذه؟ أي برنامج تلفزيوني هذا؟ هل يمكن بالفعل أن يصدق أي إنسان اليوم على وجه الأرض أن تكون هذه حلقة تلفزيونية حقيقية تستضيف رؤساء أحزاب حقيقيين ؟؟ أطلب من مدوني موريتانيا أن يأخذوا كل سؤال من أسئلة هذه “المقابلة” و الرد عليه و معالجته منفصلا ليكتشفوا أننا أصبحنا بالفعل في دولة مجانين.