من شطحات ولد محمودي
رسالة من تحت الدم/ محمد الأمين محمودي
ترى كيف استقبل “وعاظ المهنية” انتشار رسالة وزارة الصحة السرية الموجهة الى منظمة الصحة العالمية؟ خلال الأيام الماضية وبعد نشر تقدمي للخبر الأول المتعلق بالحمى النزيفية الفيروسية هبت اقلام وكتب كتاب واستدعى الجميع ضرورة الحرص على سمعة الوطن وعلى استرخاء المواطنين وشعورهم الدائم بالسعادة ..
وذهب بعضهم ابعد من ذلك حين شككوا في مهنية من نشروا عن الموضوع او تحدثوا عنه او اعدوا عنه تقارير..كانت وسائط التواصل الاجتماعي حلبة دارت فيها معارك وشنت فيها غارات على المواقع التي تناولت وباء الحمى النزيفية الفيروسية وتعزز الحلف باطلالة وزير الصحة الأخيرة حين تحدث عن ان الوضع مطمئن وتحت السيطرة،فأنطلقت الالعاب النارية في السماء تصحبها الزغاريد في الأرض وتبادل المفيسون المدافعون عن سمعة الوطن الاعجاب في صفحاتهم،الله والوطن والعزيز..
بعد ساعات من ظهور الوزير الأخير الذي طمأن خلاله المذعوربن وفي خضم الاحتفال وتحت اقدام المحتفلين المزدهين كانت رسالة “وطنية” تقاوم الأوامر بالبقاء في السر،الى ان تمكنت من الخروج لتخبرنا الحقيقة ولتعلن براءتها من دمائنا النازفة.. لم تقبل هذه الورقة بالبقاء حيث اريد لها ذلك فكانت الحقيقة المرة التي اراد لها الجميع ان لاتظهر.
لقد اثبتت رسالة وزارة الصحة الموجهة الى الآخرين اننا نعاني واننا امام وباء واننا نسألهم العون وان الأرقام هي وهي وهي وطبعا هي ارقام مغايرة كليا لما في تصريحات الوزير المتتالية..
لن أسأل الوزير بعد هذا الاستقالة ولا الحكومة ولا العزيز الرحيل فلا انا بالحالم الغبي لكنني اسأل زملائي من ممتهني الكتابة ان يصمتوا قليلا وان يتراجعوا قليلا لأن سيل الحقيقة جارف ويهد كل معترض..لقد انكشف المستور فأين الوطن الذي لاينزف وأين الوزير الذي لا “ينزف” وأين الأغلبية التي لا”تنزف”…صدعتم عقولنا خلال اسبوعين بدفاعكم المستميت عن مستنزفي هذا الشعب وجلاديه،كذبتم وقدمتم الولاء مجانا لهؤلاء ثم اتضح ان هؤلاء الهؤلاء يكذبون وانهم يخفون جرائمهم عنا ويكشفونها للآخر وماكشفهم الحقيقة للآخر الا بغرض الحصول على مساعدات نعرف جميعنا مصيرها..
اليس من المخجل ان يتهمنا زملاؤنا وانصافهم بأننا نكذب وبأننا نلفق وبأننا نروع وبأننا نشوه سمعة الجنة الموريتانية في الخارج…لماذا ياترى؟
هل لأنهم يحبون البلد اكثر منا؟
لا أعتقد وسيتعزز اعتقادي اكثر حين يسكتون ولايخرج اي منهم ليقول للعالمين:لقد اخطأت انا والوزير المحترم جلفون وغالطنا الشعب وأعنا على اخفاء حقيقة قد يترتب عن اخفائها موت جماعي لا قدر الله…
قبعتي للمواقع التي لم تتأثر وللكتاب الذين ظلوا متشبثين بالحقيقة الى ان ظهرت..
قبعتي اولا وأخيرا لتقدمي المحاصر.