الشيطنة والتآمر فى السياسة الموريتانية / باباه سيد عبد الله
ى الأسبوع الماضي كتبتُ مقاليْ رأي حول بعض مواضيع الساعة فى بلدي، فأخبرني أحدهم بأن أخا وصديقا عزيزا قد صنّفهما ضمن ما أسماه (( …حملة تبدو جد منسقة بين أقطاب معارضة في الخارج وأجندات سياسية وإعلامية خارجية))، لا يرضى لي (( الإنزلاق فى …خميرتها الرجعية…)) أو أن ((أُحشر فى زمرتها…)).
زرتُ صفحة أخي وصديقي العزيز،وسجَّلْتُ إعجابي بمنشوره لأكون سادس قارئ يفعل ذلك خلال اليومين الماضيين. و بعد واجب الزيارة، أرجو أن يسمح لي أخي وصديقي العزيز أن أكون ديكارتيا لِلَحظات، لا لأشكك فى صدق نيته وحسن سريرته، معاذ الله، ولكن لأُعمل العقل والمنطق فى واقع بلدنا بكل موضوعية، فلا أنا قطب من (( أقطاب المعارضة في الخارج)) و لا أنا أدع ((أجندات سياسية وإعلامية خارجية))،ولا تطربني مواويل ((أصحاب الأجندات السياسية والإعلامية الداخلية))، ولا إيقاعاتهم فى مقامات (( التغاضي والتقاضي)). إنني مقتنع- حد التصوف- بكل ما أكتبه،لكنني لن أجد غضاضة فى تأنيب نفسي والإعتذار للرأي العام ، إذا أثبت لي أيٌّ كان بأنني كنت على خطأ. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فكل المواويل التي أسمعها من ((أصحاب الأجندات السياسية والإعلامية الداخلية)) اجترار دائم لتبرير فشل النظام الحالي بالتهجم على الأنظمة التي سبقته،مع أن هذا النظام ليس إلا نُطفة وعَلَقَة ومُضغة ممَّن يسبهم و تسُبُّهم أقلامه اليوم، ويحاول التنكر لكون “لحْم أكتافه” ونياشين منكبيْه بعضا من فضْل مَن يُفاخر بالإنقلاب عليهم أو تنحيتهم والناس نِيام. يريد ((أصحاب الأجندات السياسية والإعلامية الداخلية)) إقناع الموريتانيين بأن معاوية ولد سيد أحمد الطايع و اعلي ولد محمد فال أهلكا الحرث والنسل خلال العشرين سنة الماضية، بينما كان محمد ولد عبد العزيز – فى نفس الفترة – مجاورا للروضة الشريفة فى المدينة المنورة، أو خارجا مع جماعة الدعوة والتبليغ !!! إنهم يريدون إيهامنا بأن كل الضباط السامين والضباط وضباط الصف والجنود فى جيشنا الباسل كانوا يغطون فى نوم عميق وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد، بينما كان محمد ولد عبد العزيز يلاحق- منفردا- ((فرسان التغيير فى إفريقيا)) ويقضي على القاعدة فى ((تورين)) و (( الغلاوية)) !!! لقد حَكَمَنا معاوية ولد سيد أحمد الطايع أكثر من عشرين سنة، ولم نسمع بأنه ساوم “مستثمرا مفترضا” على عُمولة، أو زاحم أصحاب العقارات ومحطات البنزين و شركات الأشغال العامة والبنوك والتأمين فى أقواتهم، أو تلفَّظَ بكلمات نابية فى حق خصومه السياسيين. لم يكن مّلاكاً على الإطلاق، لكنه لم يكن الشيطانَ الذي أوهمنا النظام الحالي بأنه جاء لتخليصنا منه. وإذا كان رئيس المرحلة الإنتقالية فاسدا،كما يصفه ((أصحاب الأجندات السياسية والإعلامية الداخلية))، فلْنُحاكمْ قبله رأس النظام الحالي. أليس هو من أيقظ رئيسَ المرحلة الإنتقالية من نومه ليُهديَه الحُكم؟ أليست هذه هدية ممَن لا يملك لمن لا يستحق ،حسب وجهة نظر((أصحاب الأجندات السياسية والإعلامية الداخلية))؟ كم هي متناقضة وموغلة فى اللاموضوعية أقلامُ ((أصحاب الأجندات السياسية والإعلامية الداخلية))، الذين يجعلون من جريدة Le Monde ومنظمات FAO والشفافية الدولية وغيرها مراجعَ لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا من خلفها -إن هي ذكرت نظام بخير، ويصفونها بالتآمر والرجعية والإمبريالية إن هي سلطت الضوء على زوايا فساد النظام !!! لقد تطوَّرَتْ حاسة ((الإكتشاف)) لدى رأس النظام الحالي بشكل مبهر: فبعد أن احتاج عشرين سنة ليكتشف فساد معاوية ولد سيد أحمد الطايع، لم يحتجْ إلا سنتين ليكتشف فساد اعلي ولد محمد فال، وفترة أقل ليكتشف فساد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. للأسف، لم يعد ممكنا أن يحطم رقمه القياسي باكتشاف فساد نظامه، لكن أن يأتيَ متأخرا خيرٌ من أن لا يأتيَ على الإطلاق، فهل سيأتي؟ !!! أما أنت ، يا أخي وصديقي العزيز، وردًّا لجميلِ خشيتك عليَّ من (( الإنزلاق فى خميرة الرجعية))، فإنني أدعوك إلى الركوب معي فى سفينة التحليل الجاد لواقعٍ مأساوي لم يعد فيه جبلٌ يُوهم المتوهمين – وما أنت منهم- لأنك نشأتَ على أنه لا عاصم من أمر الله إلى من رحم. مع كامل الود والتقدير،،،.