الجمشت يجلب الحظ
“الجمشت” من أنفس الأحجار الكريمة ضمن مجموعة الكوارتز وأعلاها قيمة، وهو حجر مواليد شهر فبراير/شباط المنتمين إلى برج الحوت . ولما اعتبر الأرجواني لوناً ملكياً، ف”الجمشت” الذي يتسم بالدرجة الشفافة كانت له أهمية تاريخية كدليل على السلطة والنفوذ .
ويوجد ضمن مجموعة الأحجار الكريمة التي تزين التاج البريطاني، وقيل إنه كان الحجر المفضل لملوك الفراعنة المصريين، كما كان الحجر المفضل للإمبراطورة الروسية كاترين العظمى، التي أرسلت الآلاف من عمال التنقيب إلى جبال الأورال بحثاً عنه . وقيل إنه يحمي المحاصيل الزراعية من الآفات والجراد، ويجلب الحظ السعيد في الحروب والصيد، ويطرد الأرواح الشريرة ويكسب مرتديه إلهاماً . وقالت الأساطير إنه إذا ارتدي حول الرقبة في خيط من شعر كلب، فإنه يحمي من لدغات الثعابين، لذا تحتفظ الصقور دائماً به في أعشاشها لتحمي صغارها من الخطر . ولا تزال خصائص “الجمشت” الطبية أمراً مثيراً للجدل، لكن ذكره المعالجون على مدار قرون . وأفضل الطرق للاستفادة منه طبياً ارتداؤه حول الجلد على أن يلامس مكان العلة . ويقال إن “الجمشت” يخفف آلام الصداع، والبنكرياس، وآلام الظهر . ويقول المعالجون إنه ينقي البدن، ويكسب الإنسان رزانة وروية، ويقضي على حموضة المعدة، ويعالج لدغات الحشرات، كما يجمل البشرة . واعتبر حجر الصداقة، ورمزاً للإخلاص والنقاء والثقة، ورجاحة العقل والرزانة . ويعود سبب لون “الجمشت” إلى عنصر الحديد، وتتدرج ألوانه من الأرجواني إلى البنفسجي، والأحمر الفاتح، وإذا عولج بالحرارة يتحول إلى اللون الأخضر . فالأحجار المدخنة تتغير ألوانها إذا طالتها حرارة تصل إلى 250 مئوية لتتحول إلى الأصفر المتوهج ثم إلى الأحمر البني . أما الأحجار النقية عالية الشفافية تتحول إلى الأصفر أو ينعدم لونها تماماً إذا طالتها حرارة تبلغ 400 مئوية . وإذا تعرض بعض “الجمشت” الشاحب إلى الشمس ربما يفقد لونه تماماً، ويمكن إعادته باستخدام أشعة الراديوم . لهذا، لا يجب ارتداء “الجمشت” تحت ضوء الشمس، ولايجب تعريضه للضوء الأسود، كما يمكن أن يضر تغير الحرارة المفاجئ بالحجر . وكلما زاد عمق ألوانه زادت قيمته، خاصة اللون الأرجواني اللامع الذي يعكس أشعة وردية . ويعد “الجمشت” السيبيري ذو اللون الأرجواني الداكن المتوهج باللون الأحمر والأزرق من أغلى أنواع الجمشت . ومعالجة “الجمشت” تفقده أجمل ألوانه، ويظهر جماله الحقيقي في ضوء النهار، خاصة بعد الشروق وقبل الغروب عندما يكون الضوء معتدلاً ودافئاً . واعتقد الناس في العصور الوسطى وفيما مضى أن الكون ينعكس في الأحجار الكريمة، وارتبط هذا الحجر بكوكب نبتون . ويوجد “الجمشت” في أماكن عدة، بيد أن أغلبه يوجد في البرازيل، وأوروغواي، ومدغشقر، وألمانيا، وروسيا، خاصة على مقربة من جبال الأورال، كما يوجد في الولايات المتحدة .
الخليج ـ الزمان