“التغيير المرتقب والسيناريوهات المحتملة، أيهم الأرجح؟
عاصفة هوجاء أخذت بوجه خاص وأقصت من الساحة جماعة 3 أغسطس2005، الذين دبروا الانقلاب على الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع، وسلم من هذه العاصفة من يرمز لهم بالبرءاء، وفي الرؤيا نخيل باسق طويل، يشبه “واد امحيرث” بمقاطعة أوجفت، أو إن شئتم بتشبيه معروف “نخيل العراق” الطويل الجميل أيضا.
وكانت ساحة العاصفة التي هبت بصورة سريعة ومفاجئة في واد به نخيل كما قلت آنفا، مما قد يرمز إلى دور للمؤمنين في هذه المعركة، التي نرجو من الله أن يجنبنا شرها ويكسبنا خيرها على الوجه الأعم. كما قد يرمز هذا النخيل إلى دور لأهل النخيل في تحريك الأمور، ربما لأن “أهل الحجره” لا يحتملون الإهانة إلى الأبد، لكنهم يتدبرون مخرجا سلميا مريحا، دون زيادة أحيانا في الانتقام، أو تقصير في الحقوق الخاصة والعامة، وقد يكون هذا وجه اختلافي عن تفكير بعض “التيفايه” الاستسلاميين بسرعة، وقد تقتضي ذلك مصالحهم الهشة، وقد يكون ذلك راجع أيضا، للإدمان على حب الدنيا وقبول المذلة بجميع صنوفها تقريبا، مقابل دريهمات ربوية غالبا ووسخة أحيانا بكل المعاني، إلا من رحم ربك من الملاك الشرفاء، وإن قلوا في زماننا، فبما أنعم الله عليهم من تجنبهم لتقديس المال وإمتثال مخ الدعاء الشهير، اللهم أجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا. أجل تلك رؤيا قد أشرت لها من قبل في مقال سابق، حيث رأيتها في أكناف بيت المقدس، ببيروت، طبعا غير بعيد كثيرا من المسجد الأقصى الأسير، الذي بارك حوله ربنا. حيث كنت وقتها في بيروت، على ما أذكر في فصل الشتاء، في شهر دجمبر2007. وبعد أداء صلاة الصبح في المسجد لله الحمد والمنة، أخذتني سنة من النوم، في غرفة مجاورة للمسجد البيروتي السني، فكان هذا الملمح السريع الواضح، الذي قر في ذهني، من وقتها وإلى الآن، وأنا أنتظره بفارغ الصبر، لأنه صراحة إنتقام من الظالمين، ولو كانوا من بني جلدتنا ولنا معهم دم وقربى، لكن بعضهم ظلمنا. فليأخذوا معاوية إن شاءوا إلى حيث شاءوا، أو إلى الجحيم إن استطاعوا، وأما تجريمهم بالقرابة على نطاق واسع، فكان مرا مثل الحنظل أو أكثر باختصار، وربنا خص بعض النفوس البشرية برفض الظلم وقد لا تقبل هذه النفوس أحيانا العفو المطلق إلا عند الاقتدار على الظالم أو الظالمين بالجمع، ليكون وقتها العفو ذي طعمة وذي معنى مقنع رجولي. قال الله تعالى: “ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب”. وفي موضع آخر من كتاب الله المحكم المحفوظ المعصوم من التحريف، قال الله تعالى: “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس” صدق الله العظيم. ثم ترد إشارة أخرى بقرب التخلص من آخر من بقي في الحكم من جماعة 3 أغسطس 2005 ، بعد أن عصفت بهم عاصفة الخلافات حول الكعكة وحزازات النفوس المتنوعة وشحنائها “وكان الإنسان أكثر شيء جدلا”. فذهب بوعماتو مغاضبا في تجاه بعد إنتخابات2009 الرئاسية، ولم يتمكن وحليفه الهش من إكمال الحملة إلا بصعوبة، واعل يراوغ ويستر ما بقلبه من حنق وحقد وحسد لعزيز أو غيره، ويلعب دور المنقذ “القبلي”، عن تعقل، قد لا يدرك عمقه بعض السطحيين، ربما لتجربته الطويلة وباعه الواسع في الحيلة، وليس الباع الواسع بالمعنى الإيجابي “الخاثر” كما يقال في الحسانية. هذه الإشارة هي الأخرى ضمن ما لم يكشف عنه حتى الآن، هل هي رؤيا أو خبر يقيني ملموس أو غير ذلك. أقول هذا لن أكشف تفصيله في الوقت الراهن. وهي بإختصار بشرى بقرب الخلاص من نظام ولد عبد العزيز الحاكم العسكري المتغلب المتعجرف، حيث سيدخل عليه عسكري جسور، صاحب رتبة دنيا في العسكر وسيخرجه بطريقة مهينة من القصر المغتصب، وأما المعني الأول بالتغيير المرتقب الوشيك فهو من الجهة الشرقية. ترقبوا ببساطة، ما أقول لكم، وهذا يفيد أن “الحوار” الخدعة المكشوفة مسبقا عند البعض، لن يتكلل بالنجاح، على الأرجح. ربما لأن المعارضة، قد أخذت وبصعوبة طبعا، درسا ما، لا يمكن أن تنساه كليا، بعد خديعة اتفاق دكار، الذي “حبكوه” إلى حد الروعة “كسراب بقيعة”، ثم تحايلوا بإتقان على المعارضة كلها، وعلى الشعب المغفل بذمته، وكان لولد محم دورا بارزا في هذا الاتفاق، وبتوجيه وتخطيط من العقل المدبر الماكر الكتوم عزيز “لا تشربوه فاميه اكليله”. ومارس ولد ارزيزيم عندما تولى إثم إجازة التزوير، ولم يتردد ربما في تبني النتائج رسميا، وكشف بعد ذلك عمليا حين قبل التعيين سفيرا. على كل حال “الحوار” الخدعة الهشة المكشوفة، لمحاولة تمرير وضع ما، لصالح نظام ولد عبد العزيز وأزلامه، هذا الحوار على الأبواب، وفي المقابل بعض ضباط “الشرق” في الخفاء، ربما يخططون، وطبعا دون “غزواني” وهو ما قد يتيح أن تمسه العاصفة المشار إليها سابقا، وقد يكون المحاورون في كلا الطرفين الرسمي والمعارض يلعبون في “الوقت الضائع”، إذا كان الإنقلابيون الجدد المرتقبون، قد عزموا أمرهم وأحبكوا خطتهم بالكتمان والجسارة عند الاقتضاء. أقول حدث ما يكفي للعزم بالخروج برأس مرفوع من الميدان المحترق الجهنمي، وإلا فلنذهب شهداء عند الله، من أجل الحق وإرضاء الرحمن، فالله لا يحب الظالمين، والتوجه السلمي المرتقب إن كان سلميا فعلا قد يكون مدعوم ربانيا وموفق قدريا، والله أعلم. الإنقلابات سيئة عموما والنفق المظلم باق، ما بعد خروج الطاغية الحالي، لكن الوضع سيكون أخف بإذن الله، ولن يتمكن أحد بإذنه من تعويق هذا الفرج، الذي بات وشيكا وشيكا، وقد لا يتجاوز موعده التنفيذي، نهاية الشهر الرابع2016، السنة الحبلى بالأحداث المحلية والدولية والكونية. اللهم سلم…سلم…. الأشهر القادمة قد تكون أشهر الخداع أو محاولته على الأصح، لكن الخدعة هذه المرة لن تمر بإذن الله، رغم ضعف كشكول المعارضة عموما وخلافاتها الكثيرة المربكة المعوقة، والتي أخرت بروز أو ظهور الباب المعتم في ساحة الحريق، الخطير، ولو كان معنويا. وقد يتجسد لا قدر الله عمليا، وقد يمثل هذا الباب مخرجا اضطراريا، رغم مساوئه. ولنعلم أن هذا البلد يحكمه منذ فترة شبه طويلة بحكم تاريخه، “أصنادره” وزعماء القبائل ورجال الأعمال الكبار “كوقود فحسب” أو غالبا، ثم يأتي أحيانا وبقوة دور المشاييخ الصوفيين، فهم “يحجبون” للجميع، حسب الإستخارة المغرضة أحيانا، من أجل النفوذ والدراهم غالبا، وإن كان من بينهم بعض الصلحاء القلة في هذا الباب المشبوه بوجه خاص “علاقة الرقية الشرعية بالسلطة الزمنية” مع التحفظ على كلمة “الشرعية” بعد الرقية، فهي ما يشيعه بعضهم لغرض في نفس يعقوب. والله أعلم فقد يكون إيجابيا عاما أو شخصيا بحتا. إذا أربعة بأربعة، ومازلنا في المربع الأول الذي أدخلنا فيه عنوة، من خلال رباعي ذكرته آنفا، بالنسبة لحالة2005، والوضع متشابه عموما في الأنظمة الانقلابية المتعاقبة، ربما مع إختلاف عدد المنفذين الرئيسيين. وللتذكير رغم استعانة ولد عبد العزيز بالرباعي المذكور، إلا أن العسكر ليسوا كلهم انقلابيين والجيش ليس كله أيضا ذي توجه انقلابي غير جمهوري. وإذا كنا قد ذكرنا العسكر من اول هذا الرباعي، فتتبعهم فعلا “القبائل” و”التيفايه”، وبعض المشاييخ. وقد تكون الهبة الانقلابية هذه المرة، رغم اعتراضنا عليها مبدئيا، وبقوة، أقول قد تكون بتعقل، لأن الناس في نواكشوط كلهم تخلى عن طرف من طبعه الأصلي المحلي، تحت ضغط “الساحليه”، ولكن الطبع أغلب. فأحذروا “اهل الشرق” دون تفصيل، فـ”أهل اللوكه” و”دار مستي” بوجه خاص “أصلا الكلمة مفتي”، أكثر حيلة ربما، لكنهم يصبرون أحيانا تكتيكيا، من أجل مصالحهم الضيقة النفعية، بوجه خاص، وإلا لما أمضوا في الحكم كل هذا الوقت الثمين، بمقياس الدرهم والنفوذ، لا بمقياس الوطنية والقيم على رأي البعض. والله يقول تطمينا للذين يفضلون مذهب القيم والأخلاق الرفيعة وإنصاف الجميع: “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”. قصدت الكتابة بهذا الأسلوب، للفت الانتباه وهو منهج تربوي معروف، وتقليدي دأب عليه الكثيرون، لكني ضد انقلاب أهل الساحل وأهل الكبله وأهل الشرق ولحراطين ولكور، وخصوصا انقلاب أهل الشرق المرتقب الأكيد في حسابي الخاص، وإن كان حكمهم سيكون أخف من الوضع الحالي، ولا أكره شخصا عموميا لذاته، وإنما بسبب أفعاله، ولا أخص كراهية الانقلاب المتوقع حاليا بسبب ارتباطه بجهة فلانية أو علانية، لكن الظرف الحالي يقتضي من أجل مصلحة البلد الوقوف في وجه هذا الإنقلاب قبل قيامه وبعد قيامه بوجه خاص، إن تحقق الأمر الذي لم أقل لكم هل هو رؤيا أو هو مجرد توقع وتحليل، لكنه خبر راجح لا نقاش فيه في ميزاني الخاص، ولن أقول لكم لماذا. فطبيعة الوضع الحالي يفرض التكتم على بعض التفاصيل الحساسة وطنيا وجهويا ومصلحيا بالنسبة للتوازنات الكبرى المهملة في هذا الوطن بإمتياز. وللتذكير لي الحق إعلاميا وغيري في ساحة هذه المهنة، التنبيه إلى أي خطر قائم وجر مسارات الرأي العمومي إلى الأفضل حسب إجتهادي وتحليلي للخبر الوارد، سواء ورد علي عبر أي قناة من القنوات الخبرية اليقينية وأنتم تعلمون أن الوحي إنقطع ولم يبق منه إلا الرؤيا الصادقة وهي تمثل واحد 1/43 من الوحي، وهي ما بقي من المبشرات في هذا الباب، الرؤيا يراها الرجل أو ترى له والمرتبة الأولى أحيانا أكثر إقناعا ذاتيا أو إذا كان الخبر محل التعليق وارد عن طريق آخر مثل ربط القرائن أو الأحداث ودلالاتها سواء كانت سابقة أو حاضرا أو مستشرفا منتظرا، وأكرر لن أقول لكم ولن أبوح لكم لطبيعة هذا الخبر وإلى أي الفصول والطبائع ينتمي، لكنه يقيني وبدى لدي قريب التجسد والظهور. أقول في قانون الصحافة تعريف الصحفي مهنيا، بأنه الشخص المخول الحصول على الخبر ومعالجته دون ضغوط أو مخاطر. ومصادر الخبر متعددة وأحيانا غير تقليدية وغير قابلة للتشكيك، على الأقل في نظر مصدرها المباشر، أو شبه المباشر. وبإيجاز العسكري الجمهوري خلاف ما حدث تأويلا أو اضطرارا، ولن نقبل التماهي مع واقع مفروض مرفوض البتة بإذن الله. أجل كتبت بهذا الأسلوب، على غرار محاولتهم الانقلابية معشر العسكر، السلمية وغير السلمية، منذ 1978 وإلى انقلاب مارس أو ابريل الذي بدأ البعض يحزم أمره لإتقانه هذه المرة، وقد لا يتجاوز النموذج المرتقب غير المستبعد، مسار انقلاب ثم انتقال، ثم انقلاب، ثم انتقال وهكذا دواليك. يدفع المغلوبون عن كشف بعض الحجب بحجة المهنية، الحاجز النفسي المختلق غير المطبق على أرض الواقع، رغم الالتزام بالأخلاقيات في كل مهنة، ولا ننسى قوله تعالى: “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم”، فلنقل لمن طغى: “طغوت وتجاوزت الحد الشرعي والأخلاقي”، بل تجاوزت “خط برليف”. ويقول القرطبي في تفسير هذا القول الرباني “جاز للمظلوم السب”. بعض فصائل الجيش تخطط وتبني القصور من أموال الشعب، والشعب ببساطة يقمع إن لم يصفق ويقمع أحيانا بحيل مثل المهنية ولا يعلمون أن البعض حريص على أخلاقياته لكنه يفرق بدقة بين الوسيلة المغرضة والمنحى الأخلاقي الجاد. فالساكت عن الحق شيطان أخرس. وبعض الحالات تقتضي الصراخ من أجل الإنقاذ. والسؤال بسيط لماذا تسمحون لأنفسكم بتجاوز قواعد المهنية في الجيش الجمهوري المفترض نظريا، وتقومون بالانقلابات تلو الانقلابات والأكاذيب والحيل تلو الأكاذيب والحيل من أجل المال والكرسي وغيره من ساحات النفوذ والكسب الحرام، وتسيرون الحكومات تلو الحكومات، وتبتلعون المليارات تلو المليارات وتخرقون العهود والمواثيق والأيمان تلو الأيمان والمواثيق المتكررة، ثم تطمعون في قمع البعض عن قول الحق بحجة مكشوفة والقرآن والأخلاق والكرامة والأنفة تفرض على المظلوم وخصوصا في منبر عمومي شامل المنفعة مثل الصحافة أن يقول لا للظلم ولا للانقلاب ثم الانتقال، ثم الانقلاب ثم الانتقال ضمن مسار سيزيفي عقيم، لا يخرج من عتمة الظلمة ولا يقرب من ابتسامة الصبح الواعد بالخلاص من حكم العسكر والقبائل وبعض المشايخ المغرضين إلى حكم الله وحده عبر اختيار شعبي حر متوازن تجسيدا لقوله تعالى: “وأمرهم شورى بينهم”. “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون”. وقد لا نستغرب أن تسارع المعارضة الرافضة للانقلابات إلى تبني الانقلاب الوشيك حسب بعض التحليلات بحجة محاولة اقتناص الفرصة وركوب الموجة، وقد لا يستبعد بإيجاز سقوطهم في أحضان النظام الجديد القديم. هذا النظام الانقلابي الذي تلاعب بالمعارضة وبالموالاة وبجميع مكونات هذا الشعب، عبر توزيرهم أو تكليفهم أو حرمانهم وعقابهم ظلما في النهاية بصور متنوعة والمآل واحد الخديعة واللعب على الذقون والسعيد من اتعظ بغيره إن أمكن، لكن القصة تتكرر بجوهر واحد وأشكال مختلفة والنتيجة واحدة الانقلاب ثم الانتقال، ثم الانقلاب ثم الانتقال، ومنذ 1978 وإلى اليوم. البلاد تتجه لموجة أحداث صعبة، معتمة مفزعة خطرة، حتى الحليم قد يصير خائفا مترقبا في جوها المنتظر الراجح الوقوع. ينبغي أن نتصارح ونصبر ونوسع الصدور، عسى أن لا تندلع الفتنة في أرضنا، السليمة من جزء كبير من هذه الفتنة المنتشرة في بلاد العرب في يومنا الراهن وبلاد المسلمين عامة، بل والعالم أجمع. فالمتصارع عليه بسيط المال والنفوذ قال تعالى: “قل متاع الدنيا قليل” وقال تعالى:”إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا”. “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً “. قد يكون في ذهاب زيد و عمرو عن السلطة إنقاذا نسبيا له، حتى لا يزيد في اقتراف الحقوق المتنوعة الخاصة والعامة، والغضب قد وصل إلى مبلغ خطير. فخير مخرج ناقص ربما من انسداد انفجاري غير مستبعد بحكم السنن والقوانين الربانية في هذا الكون الفسيح، والله لطيف بعباده. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم بوجود بقعة في هذا المغرب، ستسلم من الفتن المدلهمة في آخر الزمان، وفسرها البعض ببلاد شنقيط، ومن بين من ذهب إلى هذا التأويل صراحة، العلامة الداعية الشهير الذكي الملهم محمد فاضل ولد اباه ولد محمد الأمين، والله أعلم. على كل حال موريتانيا الآن، تحتاج إلى كثير من الدعاء المستجاب وشروطه أولها كامل التوحيد وقلة الغلة وطيب المطعم والمشرب والملبس وغيره، كما تحتاج إلى كل الحزم والعزم في آن واحد. وقيل ما الشجاعة؟ فقال البعض تعريفا: “العزم على التقدم والتثبت قبل التندم”. لا بأس بتأخير الانقلاب مطلقا، فلا خير في محصلة الانقلابات، مهما كانت السيناريوهات والشعارات المرفوعة شكليا وتواريا عن الإباحة والتصريح بالمقصد الحقيقي، استباحة للمال العام والشأن العام بالمعنى الواسع البشع في النهاية، الضيق الأفق والمطعن جهويا ومناطقيا وأسريا وغير ذلك، من صور الخلاف البشري الطبيعي أحيانا “ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا”. وقال تعالى: “تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى”. والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وإن كان الإنقلاب لزاما، فأحذروا الدماء والانتقام وتصفية الحسابات. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم سلم….سلم…. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر وما بطن، اللهم أجعل مرائي الصادقين وأستشرافاتهم خيرا للجميع، وأخرج بلدنا وسائر بلاد المسلمين من كل ضيق وكربة، غير فاتنين ولا مفتونين. وأما التوقع فقد يقع وقد لا يقع، والرؤيا تسر ولا تغر بوجه عام، لكن الاستشراف والتوقع من الحزم، وهو مهنة مرتادي استغلال ما هو متاح من معطيات صادقة متنوعة، دون إفراط أو تجاهل. ما من صواب فمن الله وما من خطأ فمني، وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه. رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن
المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة “الأقصى”