لا عذر لأحد في جهل الواجب الوطني/سيدي علي بلعمش
ـ من يدافعون عن ولد عبد العزيز و عصابته يؤذون موريتانيا و من يؤذون موريتانيا لا حرمة لهم. حين تسمع أيا من هؤلاء يدافع عن جرائم العصابة و يتهجم على كل من ينتقد أي وجه من هذه المأساة المتجسدة في كل شيء، تعتقد أنهم يعرفون ما يفعله ولد عبد العزيز أو ما يريده أو يفكر فيه . ليس لدى ولد عبد العزيز ما يستطيع أحد مهما كان نفاقه، أن يدعي فهمه، لا من خلال أقواله و لا من خلال أفعاله..
هؤلاء يعيشون منذ رافقوا ولد عبد العزيز في إحراج لا مثيل له ؛ حيث يمنع عليهم سؤاله عن ما يفعله و ما يريده و يفرض عليهم في نفس الوقت الدفاع عن برنامجه غير الموجود و “توجهاته النيرة” التي دمرت كل شيء.. ـ عدة قيادات تبادلت على الاتحاد من أجل نهب الجمهورية ، لم تفلح أي منها في تغيير وضعه المتردي، الأقرب إلى الموت السريري. و لا أحد من بينهم يستطيع أن يقول بأن العلة ليست في الحزب و لا في قياداته و إنما في توجيهات ولد عبد العزيز المدمرة و غير القابلة للتنفيذ!؟ ـ وزراء و مدراء و مستشارون “سامون” أكثر من أي أفاعي، لا يستطيع أي منهم تغيير سكرتيرته ، يلزَمون بالدفاع عن “توجيهات” ولد عبد العزيز “النيرة” و تلميع صورته و تبرير كل جرائمه حتى أن أحدهم برر قبل أيام ـ في إحدى قنوات الأسرة الثقافية الاجتماعية الديمقراطية ـ جرائم قتله للأبرياء معللا ما حصل مع الاعتراف به ضمنيا، بما معناه أنه مجرد سوء حظ ضحاياه، لا يُسأل عنه ولد عبد العزيز و لا يدينه تماما مثل ما برر قائد الوحدة قتل عمال ازويرات 1968 بقوله “أطلقنا النار على أرجلهم لكن يبدو أن بعضهم كانوا يمشون على رؤوسهم فلقوا حتفهم”!؟ لقد ذكر المصطفى ولد بدر الدين ثلاث شبان هم : ـ الشاب لامين منغا ( 19 سنة) توفي على يد الدرك في سبتمبر 2011 في احتجاجات شباب كيهيدي ضد ما وصفوه بالإحصاء العنصري . ـ الشاب الشيخ ولد المعلى (30 سنة) قتلته قوات الشرطة (اختناقا) في يونيو 2012 في سوق العاصمة إثر قمعها لتظاهرة سلمية لإيرا. ـ و الشهيد محمد ولد أحمد ولد المشظوفي ( 35 سنة ، نقابي في الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية) توفي تحت التعذيب على يد فرقة الحرس الوطني في أكجوجت في 15 يوليو 2012 في اعتصام سلمي لعمال شركة نحاس موريتانياMCM (المجرمة). و قد طالبت الأحزاب و النقابات و المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان و المنظمات الحقوقية و الصحافة بفتح تحقيق في أسباب استشهاده و رفضت عصابة النظام، مكتفية بما جاء على لسان نائب وكيل الجمهورية بعد معاينة جثمانه : “الوفاة تمت في ظروف طبيعية .. لم نكتشف أي سبب واضح لها.” (طبعا تمت الوفاة في ظروف طبيعية جدا حيث تم تعذيبه حتى الموت و هذه نتيجة طبيعية كما قال نائب وكيل الجمهورية بالضبط). لكن السيد بدر الدين نسي الكثيرين من من توفوا ظلما و عدوانا على يد عصابات ولد عبد العزيز : ـ الشهيد الطالب احمد ولد حمود الذي سقط على يد الشرطة يوم 4 مارس 2014 أثناء وقفة سلمية قبالة بوابة القصر الرئاسي احتجاجا على تمزيق نسخ من المصحف الشريف في مسجد بمقاطعة تيارت. ـ السائق العمومي صيدا (خط نواذيبوـ نواكشوط) توفي بتاريخ 09/ 07/ 2015 في المستشفى بعد تعرضه لضرب مبرح على يد “أمن الطرق”. ـ عبد الرحمن جالو توفي تحت التعذيب بتاريخ الخميس 16/07/2015 في مخفر شرطة الميناء 2 (صبيحة يوم عيد الفطر) أوقفه الأمن بحجة حذر التجول في ظرف عادي و أعاده لأهله جثة في اليوم الموالي و رفض وكيل الجمهورية الخليل ولد أحمد فتح تحقيق في قضيته! ـ الشاب عصام الذي قتل (نوفمبر 2010) في مقر الحرس الوطني في روصو وادعوا انه توفي بسبب حمى الملاريا .. السلفي شيخاني ولد سيدنا ، توفي (8 إبريل 2009) في السجن المدني بسبب رفضهم معالجته من مرضه.. السلفي معروف ولد هيبه توفي (12 مايو 2014) في سجن سري مضربا عن الطعام بسبب سوء معاملته.. الشاب رمظان ولد محمد (21 سنة ) توفي (يوليو 2010) برصاص الشرطة في مقاطعة السبخة لأسباب غامضة .. و يبدو أن الدركي أعلي ولد المختار الذي أصدرت قيادته شهادة وفاته قبل أيام بمبررات واهية، كان قد رأى أشياء ـ ليلة مناوبته في الميناء ـ ما كان ينبغي أن يراها، فكان عليه أن لا يعيش و هذا مجرد استنباط على قياس شهادة وفاته التقديرية. إن ما يحدث في موريتانيا اليوم من ظلم و قهر و استبداد وعدم مبالاة بالقوانين و بالكرامة الإنسانية من قبل القضاة و الأطباء و رجال الأمن و الإداريين و جميع المسؤولين المباشرين عن حقوق المواطنين، لا يمكن أن يستمر و لا يمكن أن يتم إيقافه من دون محاسبة جميع مرتكبيه بأقصى العقوبات. و لا يمكن للنظام أن يرفض فتح تحقيقات في هذه الجرائم و يدعي في نفس الوقت أنها تصرفات فردية لا يمكن أن تحسب عليه. كل هذه الحوادث تأتي ضمن فلسفة النظام المبنية على احتقار المواطن و جلده بسياط القانون و تغييبه في حقه. ـ من يدافعون عن هذا الظلم و الفساد و الطغيان شياطين مردة، و قد علمنا الإسلام أن نستعيذ من الشياطين و نلعنهم. ـ من يشيدون القصور و المزارع و المؤسسات من حقوق الأرامل و اليتامى و البؤساء و المرضى من أبناء هذا الشعب الطيب المغلوب على أمره، لا عرض لهم و لا ذمة و لا كرامة : و إذا كانت رابطة علماء موريتانيا تسمي محسن ولد الحاج و ولد عبد العزيز و الدونجوان ولد الغزواني “أولو الأمر” فبئس ما تفتي به و ما تأمر .. ـ على كل من ينبري للدفاع عن هذه العصابة المجرمة التي نهبت بلدنا و أذلت أهلنا و أفسدت قيمنا، أن يفهم أننا لن نحترم خصوصية أو عمومية في حياته القذرة.. لا عذر لأحد في جهل الواجب الوطني رئيسا كان أو وزيرا أو عالما أو مثقفا أو منافقا.. إن محنة موريتانيا زائلة بإذن الله لأن بشاعة ممارساتكم الدنيئة أرغمت حتى زهادها على استنهاض الهمم للمساهمة في إنقاذها من مخالبكم الحاقدة.. على هؤلاء و أمثالهم أن يتذكروا أنهم خربوا هذا البلد و نهبوا خيراته و أذلوا أهله و اضطهدوا ضعافه و أفسدوا أخلاق شبابه. أنتم واهمون إذ كنتم تعتقدون أنكم ستنجون من العقوبات.. أنتم واهمون إذا كنتم تعتقدون أن هذا الشعب يمكن أن ينسى ما ألحقتم ببلده من أضرار .. و أنتم واهمون أكثر و أكثر إذا كنتم تعتقدون أن كل شيء سيسقط على رأس ولد عبد العزيز و تفلتون أنتم من العقوبة: ـ أكثر من خرب هذا لبلد على امتداد تاريخ الدولة العصرية هم المنافقون و بشاهدة الجميع .. ـ أكثر من زرع الأحقاد بين الناس و حول الأنظمة في هذا البلد إلى أعداء للشعب، هم المنافقون و الوشاة.. إن أهم معركة، يجب أن يستعد شعبنا اليوم لخوضها بلا هوادة لإنقاذ موريتانيا، هي الحرب على النفاق.. لن ينعم شعبنا بأي قدر من الاستقرار على هذه الأرض، ما دام المنافق المتبجح بنذالته يعين وزيرا و مديرا و نائبا برلمانيا و واليا .. ما دام العالم يحصل على أفضل الامتيازات ـ غير المستحقة ـ بسبب نفاقه و المثقف المفوه يميط اللثام عن وجهه أمام الجميع و يقفز بحرقة المتصوف في مرقص النفاق المقرف و الشاعر المفلق يفاجئ ملاعب القوافي في كل يوم بفاجعة نفاق جديدة يندى لها الجبين.. فأي ذنب ارتكبه هذا الشعب ليستحق مثل هذه اللعنة؟ تتعاور أقلام النفاق اليوم فرقة “أولاد لبلاد” الرائعة بسبب حرق صور ولد عبد العزيز، معتبرينها إساءة نكرى لأهم رموز الوطن و أعظم رموز سيادته ! ولد عبد العزيز لم و لن يكون رمزا لغير الفساد و الإجرام تماما مثل ما أنتم رموز للنفاق و الانحطاط: ـ انقلب ولد عبد العزيز على أول نظام مدني ديمقراطي منتخب و هي أكبر جريمة في حق الوطن. ـ زور ولد عبد العزيز أوراق ميلاده ليصبح من مواليد آكجوجت بدل اللوغه و هي جريمة في حق الوطن. ـ أتهم ولد عبد لعزيز برعاية المخدرات و لم يستطع نفيها و هي أكبر إساءة إلى سمعة الوطن ، لم يأت بمثلها رئيس موريتاني و لا وزير و لا والي و لا رئيس مصلحة من قبله. ـ أنكر ولد عبد لعزيز ثم اعترف ثم أنكر تسجيلات “آكرا” المخجلة و هو يدفن مؤخرته في كرسي الرئاسة الموريتانية ، فأي إساءة يمكن أن يرتكبها أحد في حق وطن أقبح و أحط منها؟ ـ باع “ابلوكات” ، باع المدارس، باع نصف أراضي الملعب الأولمبي، باع نصف مدرسة الشرطة، باع السنوسي، باع الجنود الموريتانيين، فمتى يفهم ولد عبد العزيز أن نفاق المتزلفين له لا يفيد إلا في تأليب الصادقين ضده؟ يستمد العلم الموريتاني قدسيته “النسبية” من الوطن و ليس العكس . و حين تقوم عصابة مارقة بتوزيع الوطن كالكعكة، يكون ما قام به “أولاد لبلاد” أفضل رد عليه (أنظروا نموذجا بسيطا في تدوينة الرائعة فاطمة بنت محمد سيديا و باستطاعة أي منكم أن يذهب إلى المؤسسة للتأكد من صحتها لتفهموا أن ما فعله “أولاد لبلاد” هو أجمل تعبير عن ما يحدث في الوطن و أن من ينكرونه هم من يسيئون إلى الوطن و يستهترون بقدسية رموزه و يجعلون عصابة ولد عبد لعزيز أهم منه و جرائمها الحقيرة أهم من مقدساته.. انظروا جرائم مدير “اسنيم”الذي يتجرأ على جر الصحافة إلى المحاكم بدعوى الإساءة إلى سمعته !؟ .. انظروا كيف يتقاسم أبناء الوطن الأوفياء و رموزه الوطنية المنزهة خيرات بلدكم و يدوسون بنعالهم على أنوفكم.. انظروا كيف اختلت كل موازين الحياة في هذا البلد حتى أصبح جحا رئيسا مقدسا يفدى بالأرواح و “اشويدح” ثائرا عظيما لا ينام له عدو قرير العين !! لقد هزلت حقا حتى سامها كل جاهل و اشتراها كل مفلس و وطئها كل دعي. الدكتاتوريون مسكوا العالم باعتمادهم على الضباط الأقوياء و نوابغ الإعلام و دواهي السياسة و النخب الفكرية و الثقافية، فطغوا نعم و فرضوا أفكارهم بالقوة و ظلموا الكثيرين لكنهم بنوا دولا قوية و اقتصادات عملاقة و تركوا آثارا خالدة أما من يصف عصابة ولد عبد العزيز و امربيه و محسن و ولد هيبة و ولد الطيب و “الوطنية” و “الساحل” بالدكتاتورية فهو كمن يطلق اسم “البليد” على العمدة كما كانت الوكالة الموريتانية للأنباء تفعل في زمن المرحوم خيار. فأي ذنب ارتكبه شعبنا الطيب ليستحق كل هذه الإهانة من الله؟؟ إن دولة تعين الوزراء و المدراء و العلماء و ترفع الضباط و تعطي الامتيازات للتجار على معيار النفاق وحده، تحكم على نفسها بالسقوط .. بالإفلاس .. بالحقارة.. بالخزي .. المنافق هو الشخص الوحيد الذي يحتقر نفسه.. هو الشخص الوحيد الذي لا رأي له.. هو الشخص الوحيد الذي لا حرمة له.. هو الشخص الوحيد الذ يعيش حقيرا و يموت حقيرا و يبعث حقيرا.. علينا أن نعمل بكل جهودنا لمحو عار هذا النفاق المخجل المتفشي في بلدنا الطيب.. إني أجل حرائر موريتانيا الكريمات، بنات بيوت العز و الشرف، أن يتزوجن من هذه النخب لحقيرة ، المزورة، الداعرة من منافقين ساقطين و تجار مخدرات و أصحاب “شبيكو” ، مهما تفننوا في تلميع مظاهرهم الخادعة. على مجتمعنا الطيب بشيوخه الطاهرين و شبابه الرائع أن ينبذ هذه النخب المزورة السخيفة، المتبجحة بذنوبها، المتعالية على مجتمعها، المتمادية في غيها ، إكراما لهذا البلد العزيز الذي دنسوا سمعته و أذلوا أهله. لقد دنسوا أرضنا الطاهرة و أساؤوا إلى سمعة بلاد شنقيط الطيبة و أذلوا أرض المنارة و الرباط العظيمة و حين تحرق صورهم الدميمة ، تستبشر مواقع التزلف و قنوات الانحطاط بشروق شمس موسم نفاق جديد ، تتبارى الأقلام و الأبواق في تهجين العبارات لذرف دموع تماسيح بكائياته !؟ قاتل الله المنافقين ..