رحمة بدر/ محمد الأمين محمودي
علمت بأن السيد بدر ولد عبد العزيز سيكون الرئيس الجديد لمنظمة الرحمة بعد رحيل رئيسها الشاب احمدو رحمه الله. الى هنا يبدو الأمر طبيعيا، ابن رئيس حل محل ابن رئيس في مهمة خيرية وانسانية ويفترض ان تخدم جميع المساكين والضعفاء.
انها تضحية كبيرة من عزيز ان يدفع بولده الى مهمة فقد فيها ابنه البكر. في ظاهر القصة نحن امام ملحمة انسانية بطلها الرئيس عزيز واسماعيلها بدر الذي يقول لأبيه وهو يشحذ سكينه: ادفع بي الى الموت والتضحية وستجدني ان شاء الله من الصابرين. في ظاهر القصة ان الرئيس ولد عبد العزيز يتبرع بماله الخاص الذي جناه من حمام الشرف واتعاب السنوات المنصرمة لعموم الفقراء في هذا البلد، مع ان الفقراء لم يعودوا بالكثرة التي عرفناها ايام مجيئه، فقد اعلنها الرجل حربا عليهم لا على الفقر، فمنهم من قضى نحبه نتيجة الجوع والاحباط ومنهم من ينتظر برامج الدمج للسنوات المقبلة. الملحمة ليست كما يتخيل البعض فبدر سيكون بالنسبة للكثيرين محصل الثروة الجديدة وسيتحرك و سيجوب العالم باسم السيدة الأولى بحثا عن المساعدات والتمويلات وحين تكتفي الخزائن ستظهر بنوك و عمارات وقطع ارضية باسم الشاب. رحمة بدر لن تكون تقليدية، ومنظمة بدر لن تكون مادة يمكن للصحافة والمفتشين تناولها بسهولة و ببساطة دون ان تسيل الدماء، منظمة بدر منظمة مسلحة تربصت برصاصات رجاء وتخرجت برصاصة الركبة كما ورثت الطلق من الطويلة، وفي النهاية فاسمها منظمة بدر وبدر لم ترمز يوما لغير القتال، من قتال شريف قاده الصحابة الى قتال طائفي قذر قاده اعضاء منظمة مسلحة اسمها بدر كانت الجناح العسكري للحركة الشيعية في العراق. لامناص اذا من ان رحمة بدر ستكون مختلفة عن سابقتها، باطنها عذاب وسترون. ولعل تزامن تعيين بدر على رأس المنظمة مع تصريح سيدمحمد ولد هيدالة بأنه ضالع في قضية المخدرات مايثير الشكوك خاصة ان الحديث عن التعيين اتى دقائق بعد نشر المعلومة التي تفيد بأن ابن الرئيس الأسبق اتهم ابن الرئيس الحالي بالضلوع في العملية و هي معلومة لم تتأكد بعد نظرا لطابع السرية الذي يحيط بالتحقيق والاعتقال. بعيدا عن الهزل لا يمكنني وصف تعيين بدر صاحب السوابق على رأس منظمة خيرية بالقرار الحكيم او الموضوعي فحتى مافيا سيسيليا التي كانت تدعم الكنائس وتنشط في العمل الخيري بايطاليا انطلاقا من نيويورك كانت تبحث دائما عن اشخاص من محيط آخر لتجعلهم واجهات لعملها الخيري والانساني. لأن في غير ذلك ازدراءا للعقول المستهدفة. وحسب علمي فإن القانون الموريتاني يشترط في من سيرأس منظمة خيرية ان يقدم شهادة تبريز وهي الشهادة التي لن يتمكن بدر من إظهارها علنا بعد حوادث إطلاق الرصاص المرتبطة به. او لنقل التي ظهر اسمه فيها. بدر ليس افضل شخص في محيط الرئيس. هذا اذا كان لابد ان ان يرأس الرحمة احد افراد الأسرة، و في الحالة الأخرى و المنطقية يجب ان يجتمع اعضاء الهيئة لينتخبوا من بينهم رئيسا قد يكون ذلك الشاب الذي اوهمنا ان حالة زميلنا احمد ولد الطالب مستقرة ليتضح بعد ايام انه كان يحتضر رحمه الله رحمة لا يرأسها ولا يوزعها بدر. عن اي رحمة سنتحدث؟