إنه تاجر مخدرات/حنفي ولد دهاه
حدثني صديق موريتاني يوثق به، يشغل الآن منصبا دولياً، أنه لبّى ذات ليلة دعوة عشاء من أسرة فرنسية، التقى خلالها بزوج ابنتهم الذي يعمل في شرطة مكافحة المخدرات، فجرهم شجون الحديث لطائرة نواذيبو (مايو 2007) ، فأفاده الشرطي الفرنسي أن هبوط طائرات المخدرات في دولة ما يعني تحكّم تجارها في مفاصل تلك الدولة..
قال له “إن المرحلة القصوى من اطمئنان بارونات المخدرات لتحكمهم في بلاد هو أن تغزوها طائراتهم”. و رغم كل هذا فلست ممن يعتقد أن الجنرال محمد ولد عبد العزيز تاجر مخدرات، رغم الملابسات الكثيرة التي تجعلك ترتاب في علاقة مستشاره احميده ولد اباه بحماية المتاجرين.. وهو ما لا يتأتي له الضلوع فيه دون مباركة الرئيس “الرأس”. لست ممن يعتقد أن لولد عبد العزيز حاجة في أن يورّط نفسه في تجارة المخدرات، رغم أنه لا يملك سيل لعابه أمام ما يدر درهما أو قفيزا (و اسألوا إن شئتم صناديق أكرا الغبية).. فالرجل يلتهم خيرات بلاده كما يلتهم الأيتام موائد اللئام، غير أن ما يمكنني الجزم به هو أن للجنرال مخدرات و عقاقير مهدئة يسقيها لهذا الشعب المغلوب على أمره، فتموت في نفسه كل نوازع الرفض و التمرد. لقد سرق الرجل و أسرته ثروات البلاد فلم يتنتطح في الأمر شاتان.. لم يقطب حُرّ جبينه، و لم يبدِ حامي ذمار حنقَه من تهافت الذئاب الزرقاء على سوائم الغنم. اغتصب السلطة.. و اختلس الثروة.. و وآد شرارة الثورة.. و أساء التسيير و التدبير.. و جوّع العباد، و أفسد البلاد.. و سمل العيون، و صلم الأسماع، و جدع الأنوف.. و صادر الحلم الديمقراطي.. و أرسى دعائم حكم شمولي.. ورغم ذلك لم يتنادَ عليه الشعب لتمزيق إهابه إرباً إرباً، كما مزق كرامة الشعب و هدر طاقاته و صادر حريته. إن ما يخدر به ولد عبد العزيز عقولنا هو الوهم و الكذب (رغم أنه لا لحية له) .. فقد استطاعت هذه المخدرات أن تدّوخ منتدى معارضته، و أن تخامر عقول كبار ضباطه، و أن تبتر شفاه صحافته، و أن تجمد مواقف مثقفيه في ثلاجات الارتزاق. الرجل رغم جهله و غطرسته و سوء تدبيره السياسي
تقدمي