اقتلوا اسحاق/سيدعلي بلعمش
حين أعاد ولد عبد العزيز ولد النني إلى داكار فهمنا جيدا ما يفكر فيه، بل لم يكن سوى تحصيل حاصل لكننا كنا نفهم أيضا أنه لن يكون إلا أحد أكثر مشاريع العصابة فشلا و أقلها نضجا و تعقلا . و يشترك ولد عبد العزيز و ولد النني في جهل القانون (بقدر جهلهما لكل شيء آخر) و القدرة الفائقة على امتصاص الفضائح و حب العربدة و الجبن عند المواجهة.
ها قد عدت إلى داكار يا ولد النني، فاملأ الدنيا فضائحا و لطخ اسم موريتانيا بجهل ممارساتك .. حول سفارة البلد إلى وكر للجواسيس و البغايا.. إلى مقر ضيافة دائمة لصولات محسن في كازينوهات داكار.. لطخوا ما تبقى من اسم موريتانيا في قاع ممارساتكم المخجلة.. حولوا الدبلوماسية إلى قوادة و شروط علاقات حسن الجوار إلى بنود سرية لعلاقة غير شرعية.. تعهد يا ولد النني لسيدك المحشور في زاوية فضائحه، بفتح بوابة الجنوب الموريتاني المستعصي منذ بعض الوقت و بدل أن تغار من ديمقراطية بلد استضافتك و ثقل رأيه العام و حرية صحافته، حاول أن تثبت أن ديمقراطيته كذبة و حرية صحافته مزيفة و ثقل رأيه العام خرافة.. تلك هي مهمتك الدبلوماسية الخالدة التي تعول عليها موريتانيا لخطف مشعل الإشعاع الحضاري في المنطقة. لا شك أنك أفضل من يمثل حماقة عزيز.. لا شك أنك أفضل من يمثل عربدته و جهله.. لا شك أن وجودك على رأس السفارة في داكار يكفي للبكاء على ما وصلت إليه موريتانيا من تهتك و تفسخ و انحطاط .. حاول أن تثبت لسيدك أنك وحدك من يملك كل المفاتيح السحرية لداكار؛ رجال أمن البلد تقزمهم عطاءاتك .. رجال سياسته في قبضة يدك .. عصابات شوارعه ينتظر كل منهم فرصة العمر بظهور رقم جوالك.. أهمس في أذن محسن أن يقنع عزيز بأنك أفضل من يتولى تسيير الأمور في البلد الجار المحسوب منذ مجيئكم بين خانة الصديق المحتمل و خانة العدو الأول.. تبجح بدبلوماسية الرشوة و ميوعة المكر و رعونة الجهل، فلا يستكثر على مثلك أن يتبجح بالخفة و التهتك.. اقتلوا إسحاق بكاتم صوت، بصاروخ عابر للقارات، فـفتنة “غاناغيت” نائمة لعن الله من أيقظها و فاتنة طلقة أطويله، نائمة لعن الله من أيقظها .. و المدللة كومبا با باسطة ذراعيها فوق صناديقها بافتتان، لعن الله من أيقظها .. جندوا عصاباتكم التافهة و دربوها و سلحوها و استبيحوا أراضي كل من يحترم موريتانيا.. اضغطوا على النظام السنغالي بالتنكيل بمواطنيه، بمضاعفة تعويض الإقامة على حاملي أوراقه، بتكثيف الحملات البوليسية في المقاطعة الخامسة و السادسة استفزازا لشعبه و انسوا أن لموريتانيا مواطنين في السنغال و مالي و الكونغو و النيجر و أنغولا و جزر الواقواق (الخرافية).. تفننوا في التنكيل بمن لا يقع في قبضتكم من الموريتانيين من خلال التنكيل بالآخرين، بحثا عن ردة فعل على مستوى سخافتكم.. لا تخجلوا من ترفع الأخرين عن الرد عليكم بالمثل.. لا تتحرجوا من تفهم الآخرين لأسباب تفاهاتكم .. أحرقوا كل مراكب بلدنا في مغامرة أجندتكم الشيطانية.. ازرعوا ما استطعتم من عداوات لموريتانيا في كل أنحاء العالم لعزلها و الانفراد بها لتظل في قبضتكم.. لقد خرجنا موريتانيا شرفاء، خوفا عليها لا خوفا منكم و سندخلها أعزة، وفاء لها لا منة منكم.. و سنظل نمثل وجهها المشرق في السنغال بدبلوماسية سلوكنا المتحضر و ثقافتنا الأصيلة.. سنظل سفراء موريتانيا أينما حلت أقدامنا غصبا عنكم، بتمسكنا بقيمنا الفاضلة و احترامنا لثقافة الآخر.. سنظل شوكة في خاصرة كل من يعبث بمصلحة موريتانيا أينما كنا و سيعرف كل جبل نواجهه أننا قادرون على هزه. ” آن ان تنصرفوا وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا آن ان تنصرفوا ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا فلنا في ارضنا ما نعمل ولنا الماضي هنا ولنا صوت الحياة الاول ولنا الحاضر و الحاضر والمستقبل ولنا الدنيا هنا…و الاخرة فاخرجوا من ارضنا من برنا ..من بحرنا من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا من كل شيء واخرجوا من مفردات الذاكرة “