هكذا رد ولد سيدي عبد الله علي مستشار رئيس موريتانيا..
لا أجد تفسيرا لتحامُل مستشار رئيس الجمهورية عليَّ بأسلوب أبعد ما يكون عن خصال “تْــــكَــنْتِي” التي يُكنِّـــي بها نفسه على الفيسبوك ، والتي يبدو أن مشغِّله لا يعترف له بها.
هل(محمد إسحاق الكنتي) هو نفسه (محمد إسحاق سعد سيد الأمين)؟
الأكيد أن صاحب الإسم الأول يقول فى النبذة المختصرة بصفحته على الفيسبوك إنه أستاذ جامعي درس فى (العروة) ويقيم فى (سِرْتْ) بليبيا، أما الثاني فتقول وكالة الأنباء
الموريتانية الرسمية إنه مستشار فى رئاسة الجمهورية.
إن كان الأول هو الثاني فخذوا عني أن حظه من “تْــــكَــنْتِي” قد بقيَ فى (سِرْت)، فظروف “الإنتقال” لم تكن سياحية، وما كان لعَذقٍ من دوحة الولي الصالح والعالم الجليل الشيخ سيد المختار الكنتي- رحمه الله- أن يقفوَ ما ليس له به علم، أو يتقول على الناس الأقاويل، أو يتخفَّى خلف أشباح تهتك أعراض الناس.
ساد أحفاد الشيخ – رحمه الله- وذاع صيتهم بالعلم والتواضع والجود والإيثار وإنزال الناس منازلهم والترفع عن ما يجرح الكبرياء، فاختزلوا مكارم الأخلاق فى سلوك “تْكَنْتِي”، وعضوا عليه بالنواجذ علماء وقضاة وولاة ووزراء وسفراء وكُتابا ومؤلفين و نوابغ شعراء و صحفيين وموظفين ومن عامة الناس.
لقد ظل “تْكنْتِي” سدا منيعا بينهم والتزلف والضرب من تحت الحزام، يُوالون بكبرياء، ويعارضون بكبرياء، ويحافظون على (البُرد الموَشَّى) من (المطامع والرشَى).
لهذا سوف أخاطب (محمد إسحاق سعد سيد الأمين) وليس (الكنتي)، وسوف أظل عصيا على التسليم بأن البطن تلد (الصبَّاغ والدبَّاغ) فى أخر الزمان.
لا تُوردْ يا (سعد) عِطاشكَ مهالك التقرب لنظام فاشل يدفع لك راتب وزير لتسُب العلماء و تفتري عليَّ الكذب فى صفحات تسوِّدُها لغيرك وتشاركها لاحقا باسمك.
عندما نشرتُ تدوينتي (من خرجة الترحيل إلى سمكة إبريل) يوم الإثنين 17 مارس الجاري، هامتْ عطاش (خَليَّتك) تستعلفك ردًّا، وكم علَّفتَها فما ازدادتْ إلا ضمورا وهُزالا.
رميتَ إليها بتِبْنٍ فاسد تلقَّفتْه كالعادة ونشرتْه روْثا ما لها عنه من (بديل)، ثم أسندْتَها بمشاركة ما أعلفْتَها: (باباه يهاجم ولد الطايع ويدعو للرئيس عزيز بالتوفيق)، وهي فِرْيَة لا تزال على صفحتك منذ أربعة أيام بلياليها ولم تُعجب إلا سبعة أشخاص اثنان منهم من عائلتك، وكان مجمل التعليقات عليها وما تبعها وبالاً على عطاشك.
يا (سعد) أنا لم أتهجم على ولد الطايع،و تدوينتي تذكير لمشغِّلك بأن صناعة الجديد بالقديم عبث، وأن الشعب الموريتاني لم يعد يغتر بالمهدئات والوعود. هل فى هذا ما يزعجك؟ وهل موقفي المعروف من نظام عزيز وتسييره لبلدي يمنعني من الدعوة له بالتوفيق؟
قبل هذا، أمليْتَ على عطاشك يا (سعد) أنني (أغطي من الدوحة زيارة لأطار) لصالح إذاعة (ميدي(1 .
ليس فى تاريخي مع (ميدي1) ما يخجلني: كنتُ أول موريتاني يتولى فيها رئاسة التحرير، وأول موريتاني ينال شرف مرافقة جلالة الملك محمد السادس ثلاث مرات موفدا خاصا لتلك الإذاعة الرائدة (مرتين إلى موريتانيا ومرة إلى القمة العربية فى بيروت سنة 2002) ومع الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك فى زيارته للجزائر سنة 2003، ولا تزال برامجي السياسية والثقافية منذ ذلك العهد وإلى اليوم على موقع المحطة.
هل لا سألتَ عن تلك الحقبة طلابا موريتانيين كنتُ سفارتهم فى طنجة، ومنهم اليوم صحفيون معروفون داخل وخارج موريتانيا وأطر متميزون فى الدولة؟
ثم كيف تسول لك نفسك التغرير بشاب فى منزلة أخي الأصغر ليسِمني بأوصاف سوقية من قبيل “القطط السمان” التي تهاجم بلدها من الخارج؟
وكيف تجرؤ على نعتي بمثل هذه الفرية وأنت يا (سعد) ترعى موقعا كانت عناوينه الأبرز خلال الأسابيع الماضية : (( البرلمان الأوروبي يطالب بفرض حظر أسلحة على السعودية بسبب تدخلها فى اليمن))، و (( السعودية حققت لإسرائيل ما عجزت عنه فى أمريكا))، و((الإمارات تستقدم مرتزقة أمريكيين للقتال فى اليمن مقابل 3 مليار دولار))، و ((حكام الخليج خونة يعبدون أمريكا خوفا من إيران))، و ((قطر..إسرائيل الصغرى ورأس الأفعى))؟
أنا يا (سعد) لم ولن أطعن وطني فى أي موضع، وآرائي منشورة فى وضح النهار على صفحتي التي لم أحذف منها يوما أي شخص لأنه يخالفني الرأي، وجدارها قائم يأوي إليه الجميع، حتى عطاشك الجُرب تتمسح به من حين لآخر.
مثلي ومثلك يلتقيان فى مناظرة مفتوحة تقارع فيها الحجة الحجة، ويحكم عليها الناس.
أنا لها عندي أو عندك فى رابعة النهار وليس تحت جنح الظلام.
يومها ستعرف أنه: ما هكذا يا (سعد) تورد الإبل…
باباه سيدي عبد الله